The story of Amjad
بدأت حكايتي عندما وُلِدتُ في عام 2003 م. أنجبتني والدتي وكنت حينها الفرحة المنتظرة لعائلتي الصغيرة المكونة من أمي, وأبي, وأخوين أحدهما يكبرني بِأربع سنوات والآخر يصغرني سِناً لِأُصبِح البهجة والفرح كَوني الفتاة الوحيدة في أسرتي.
كانت ولادتي مبكرة. ولدت في الشهر السابع وهذا ما تسبب لدي بنقص في النمو في الأعضاء الداخلية للعين اليسرى, وعمى بسبب ذلك النقص.
ولأنني ولدت وأسكن في منطقة نائية سرعان ما تم توجيه والداي إلى أحد مستشفيات العاصمة، ومن هنا بدأ المشوار.
تم عمل الفحوصات الوراثية اللازمة وإرسالها إلى كولومبيا، بعد شهر من الانتظار وترقب تم تشخيصي بِ Arterial tortuosity syndrome (ATS) المرض يعد نادراً حيث أن المصابين به لا تكاد أعدادهم تتجاوز 200 شخصاً حول العالم حيث تصل نسبة المصابين به من ذكور وإناث للتساوي تقريباً.
أيضاً، أعاني من (الرخاوة) اليونة بالنسيج الخلقي وحولٍ في العين اليسرى.
عانيت في طفولتي من التَنَمُر حتى وصلت لدرجة إني كنت اخجل من شكلي الذي يبدو للآخرين غريبا. كنت فقط أرغب بعيش حياة طبيعية دون تنمر/استهزاء بي أو بشكلي. هذا ما كنت أرجوه عندما أريد اللعب والمرح مع أقراني, لكن معظم الناس في مجتمعنا يتأثرون بالشكل الخارجي. وهذا ما نقلوه لأطفالهم عني.
نشأت وَلِله الحمد في عائلة واعية جداً أساسها المساواة بيني وبين إخوتي, لذلك كنت استنكر التمييز والعنصرية الذانِ كنت أواجهها في الأماكن والمتنزهات العامة.
بدأت الدراسة في المرحلة الابتدائية في مدارس الأشخاص العاديين بِوسط قريتنا، كنت أرى التمييز والتنمر جزء من حياة الأطفال الذينى أحيط بهم وقتها. كانت لعبة الأطفال وتسليتهم المعتادة هي الخوف مِن شكلي والهرب مني عند رؤيتي.
كنت أسعى للتميز منذ طفولتي لذلك كانت أمي دائما تدفعني لِلنجاح وتقول (المرض ليس سوى تميز تتميزين بِهِ عن الآخرين, هو ليس عائق للنجاح, أو للطموح. والجمال يكون في الداخل بروح الإنسان) كبرت وكبرت معي هذه الكلمات لتُصبِح لي وقوداً ودافعاً للاستمرارية في الإنجاز وفي الحياة بشكل عام. أبسط الكلمات قد تكون سبباً في إشعالِ شمعة الأمل في حياة الفرد.
أنهيتُ المرحلة الابتدائية وانتقلت لِلمرحلة المتوسطة وهنا كبرت أحلامي وارتفع سقف طموحي، لكني لم أدرك أن عقول البعض من الناس حينما يكبرون لا تتغير حيث أصبحت مع مجموعة فتيات جُدُد لم نعتَد على بعضنا كنت أظن أنني لن أواجه ما كنت أواجهه سابقاً لأن والدتي كانت تعمل بنفس المدرسة التي كنت أدرس فيها.
أصبح تنمرهم علي وازدراؤهم لي ليس مقتصراً على شكلي فقط, بل إنهم يرون إنني فاشلة وأمي هي من تساعدني لِأنجح، بالطبع لا أستغني عن تحفيزها وتشجيعها ولكنني أنا من كنت أنجح بجد ومثابرة مني، كنت أملك من الوعي القدر الكافي الذي يجعلني لا أُلقي بالاً لِكلماتهم الجارحة بل إجمعها لأصنع منها سُلماً لِلنجاح.
حين أنهيتُ المرحلتين المتوسطة والثانوية حصدتُ ثِمار اجتهادي وما حققتُهُ مِن إنجازات التي كانت: حصولي على المركز الأول في إبداع موهبة 2019 على مستوى محافظة المجمعة وكذلك كنت أول كفيفة تحصل على ساعة برمجة بتعليم محافظة المجمعة.
إن كل المواقف والمصاعب التي مررتُ بها في طفولتي أمدتني بالقوة, والصلابة, والعزيمة لمواجهة مختلف ظروف الحياة.
أما عن أهم الأحداث السعيدة التي تحققت لي بفضل الله هي التحاقي بجامعة الملك سعود, تلك الجامعة التي أفتخر بكوني أحد طالباتها وبتخصص الإعلام تحديداً الذي لطالما حلمت به وحققته ولِلهِ الحمد. لِأُساهِم ولو بجزء بسيط في توصيل رسالة المعاقين وأصحاب الأمراض النادرة معاً.
ختاماً: تصالحنا مع الإعاقة وتقبلها هو أول خطوة على طريق النجاح والتميز والمضي قدماً لتحقيق ما نصبو إليه.